قرّر الاتحاد الإيطالي لكرة القدم تأجيل الجولات التي كانت مجدولة هذا الأسبوع لجميع بطولات الدوري ومن بينها المرحلة الثالثة والثلاثين من دوري الدرجة الأولى التي كانت مقررة اليوم السبت وغداً الأحد بسبب وفاة لاعب ليفورنو بيار ماريو موروسيني إثر سقوطه على أرض الملعب خلال مباراة فريقه ضمن الدرجة الثانية.
وسقط موروسيني (25 عاماً) على أرضية الملعب في الدقيقة 33 خلال مباراة ليفورنو مع مضيفه بيسكارا وحاول النهوض مجدداً لكنه سقط على صدره وتلقى الإسعافات الأولية في عين المكان قبل أن تنقله سيارة إسعاف إلى مستشفى "سانتو سبيريتو" في بيسكارا بيد أن قلبه توقف قبل الوصول إليه.
وتوقفت المباراة بعدما كانت النتيجة 2-صفر لمصلحة ليفورنو, وأصيب اللاعبون والإداريون والجمهور بالذهول بحسب صور التلفزيون الإيطالي.
وكان مقرراً أن يلعب اليوم ميلان مع جنوى، وأودينيزي مع إنتر ميلان، وغداً نوفارا مع لاتسيو، وأتالانتا مع كييفو، وتشيزينا مع يوفنتوس، وليتشي مع نابولي، وباليرمو مع بارما، وسيينا مع بولونيا، وروما مع فيورنتينا، وبعد غد الإثنين كالياري مع كاتانيا.
وقال رئيس ليفورنو ألدو سبينيلي بصوت خافت متأثراً بالوفاة: "إنها مأساة، نحن منهارون، إنها لحظة صعبة جداً علينا، ويتعين علينا الخروج منها جميعاً، يجب أن نتحلى بالشجاعة".
أما رئيس نادي بيسكارا دانيلو ياناسكولي فقال: "نحن نعيش مأساةً، موروسيني سقط وحاول النهوض لكنه سقط مجدداً، مدلك فريقنا فهم بسرعة المأساة".
وقف أنشطة كرة القدم
وأعلن المدير العام للاتحاد الإيطالي أنطونيلو فالنتيني وقف النشاط الكروي في إيطاليا اليوم وغداً، وكان مقرراً أن يلتقي ميلان مع ضيفه جنوى ولدى إعلان مذيع ملعب سان سيرو تأجيل المباراة بسبب وفاة موروسيني، كان الفريقان يقومان بالتحمية.
وبدأ موروسيني مسيرته الكروية مع أتالانتا برغامو وضمه أودينيزي إلى صفوفه قبل أن يتخلى عنه لصالح ليفورنو في كانون الثاني/يناير الماضي.
وكان موروسيني لاعباً في صفوف المنتخب الأولمبي الإيطالي وفي ملكية مشتركة بين أودينيزي وليفورنو.
وأمضى موروسيني مسيرته الاحترافية غالباً في الدرجة الثانية، ولعب 5 مباريات فقط في الدرجة الأولى مع أودينيزي موسم 2005-2006 حيث أعير بعدها إلى فرق من الدرجة الثانية هي بولونيا وفيتشنزا وريجينا وبادوفا وليفورنو على التوالي.
قدر صعب
وعاش موروسيني مآسي كثيرة في حياته، حيث فقد والدته في سن 15 عاماً ووالده بعد ذلك بعامين، ثم شقيقه في وقت لاحق، وعاش مع شقيقته.
وفي هذا الصدد قال زميله السابق في أودينيزي روبرتو بارونيو في تصريح لصحيفة "لاغازيتا ديلو سبورت": "إنه مصير غريب، الآن يمكنه تقبيل كل عائلته من جديد".
أما موروسيني نفسه فقال عن مآسيه: "إنها أشياء تصيبك وتغير حياتك، ولكنها أيضاً تجعل قلبك قوياً يساعدك دائماً على بذل كل ما في وسعك لتحقيق ما كان أيضاً حلماً لوالديك".
وقال رئيس ليفورنو: "للأسف لايمكننا القيام بشيء في مواجهة القدر".
وجاءت مأساة اليوم بعد شهر من الأزمة القلبية التي تعرض لها لاعب بولتون الإنكليزي فابريس موامبا في 17 أذار/مارس الماضي, لكن اللاعب الكونغولي الأصل تحسن كثيراً في الوقت الحالي وبدأ المشي.
ولقي لاعبون عدة حتفهم بأزمات قلبية في الملاعب على غرار الكاميروني مارك فيفيان فويه في كأس القارات عام 2003، والمجري ميكوش فيهير (بنفيكا البرتغالي عام 2004) والإسباني أنطونيو بويرتا (إشبيلية الإسباني 2008).
فتح تحقيق
وألقي اللوم في وفاة موروسيني جزئياً على أفراد شرطة في سيارة متوقفة على نحو سيئ وعلى النقص في معدات إنقاذ الحياة.
ويبدو أن مسؤولي المدينة سيفتحون تحقيقاً بشأن سبب توقف السيارة في مكان يمنع الوصول إلى أرض الملعب، ولم يتم سحبها فوراً عندما جاءت سيارة الإسعاف إلى "استاديو أدرياتيكو" حسبما ذكرت وكالة أنباء "أنسا" الإيطالية.
كما ركزت التعليقات على نقص جهاز إزالة الرجفان داخل الملعب، والذي كان ربما كان سينقذ حياة اللاعب، الذي توفي لدى وصوله إلى المستشفى.
وكانت مقترحات صدرت بوضع جهاز إزالة الرجفان الذي يكلف نحو ألف يورو (ألف و300 دولار) إلزامياً داخل كل ملاعب كرة القدم كما يحدث في بلدان أخرى مثل ألمانيا.
بلاتر يعزّي
وانضم السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إلى قائمة المعزين في وفاة موروسيني.
وكتب بلاتر في حسابه الشخصي على شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" يوم السبت : "لا يمكنني من الناحية الجسدية أن أكون قريباً من عائلته، ولكني أود أن أشدد على أن مشاعري معهم في هذه اللحظات".
وتابع بلاتر: "المأساة التي ضربت هؤلاء الذين يحبونه هي مصدر ألم لكل جماهير كرة القدم، إنها فقط الدموع، ما من كلمة تعبر عما شعرت به عندما سمعت عن وفاة موروسيني".